ناطحات السحاب والرياح
كيف تبقى ناطحات السحاب ثابتة في مواجهة الرياح الشديدة والزلازل ولاتتمايل؟الجواب بواسطة مخمدات الكتلة.
ماهي مخمدات الكتلة؟
وهي كرة عملاقة من الفولاذ أو الخرسانة، يصل وزنها إلى 300-800 طن!
تم تعليقها على شكل المصباح بالكابلات والمكابس في الجزء العلوي من المباني
مهمتها هي الحفاظ على مركز كتلة ناطحة سحاب
فهي تشبه نوابض امتصاص الصدمات في السيارات فتقوم بامتصاص الاهتزازات الأرضية قبل أن تتمكن من الانتقال إلى الطوابق العليا
ففي حال حدوث زلزال أو رياح عاتية تسببت في ميلان المبنى في اتجاه ما فإن الكرة المثبتة بواسطة مكابس هيدروليكية ضخمة سوف تتحرك بالاتجاه الآخر لتقلل من تأثير الميلان.
وأكثر مخمدات الصدمات شهرة في العالم هي الكرة العملاقة التي تزن 660 طن وبقطر 5.5 متر داخل ناطحة سحاب تايبي 101 في جزيرة تايوان
هو برج المركز المالي العالمي في تايوان مدينة تايبيه حي Xinyi ، ويعتبر هو العلامة المميزة للمدينة حيث انه كان قبل بناء برج خليفة في العام 2010 الأعلى في العالم منذ عام 2004 بارتفاع 101 طابق بارتفاع 509.20 متر الى اعلي نقطة فيه وبتكلفة 1.80 بليــــــون دولار امريكي وحصل تصميم البرج علي جائزة
LEED Platinum certification
وهي تعتبر الاعلى في مستويات جوائز العمارة الخضراء التي تقدم مباني صديقة للبيئة عن طريق استخدام استراتيجيات تهدف إلى تحسين مقاييس أداء المنشأة مثل توفير الطاقة ، وكفاءة استخدام المياه ، الحد من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، وتحسين جودة البيئة الداخلية والخارجية.
ويتكون البرج من 101 طابق أعلي سطح الأرض و5 طوابق أسفلها وتم إنشاء المبنى معماريا ليكون رمزا لتطور التكنولوجيا والتقاليد الآسيوية متبعا أسلوب عمارة ما بعد الحداثة postmodernist Architecture ،وتم تصميم البرج للصمود أمام الأعاصير والزلازل القوية إلى أن يشاء الله.
كان للبرج أيضا أسرع مصاعد العالم بسرعة (16.83 م / ث) وذلك قبل بناء برج خليفة الذي وصلت سرعة مصاعده الى ( 18 م / ث)
صمم تايبيه علي 36 عامود خرساني من ضمنهم ثمانية أعمدة ضخمة يطلق عليها " Mega Columns " تتحمل 10000 رطل (69 ميغاباسكال)، ذلك وكل ثمانية طوابق يكون هناك جمالون يربط الكور الرئيسي للمبنى بالأعمدة علي الحدود ،هذا وقد حملت أساسات المبنى علي 380 ركيزة " Pile " يغوص لمسافة 80 متر تحت سطح الأرض منها 30 متر في الصخر، وكل ركيزة قطرها هو 150 سم.
وهذا التصميم كان كافياً ليتحمل المبنى ضربة زلزال بقوة 6.8 درجات باغته وهو قيد الانشاء بتاريخ 31 مارس 2002 وهو في الطابق 56 حيث أوقع الزلزال 5 ضحايا و إسقاط اثنين من رافعات البناء العملاقة التي كانت تقوم بعمليات الرفع من فوقه مما أدي إلي خسائر كثيرة بالمنطقة ولكنكل ذلك دون أي تأثير علي المبني نفسه ولو بأي ضرر بسيط مما أوضح دقة تصميم المبني وقوة تحمله
هذا وقد تم اضافة كرة ضخمة عندما بدأوا في استئناف البناء لاحقاً وتمتد من الدور 87 والى الدور 91 والتي صممت لتقاوم قوى الرياح القوية التي سيتعرض لها المبنى وتعطي المبنى طابع معماري فريد من داخله ، صممت هذه الكرة لتعمل عمل البندول في الساعة حيث أنها تزن 660 طن حرة الحركة علي سواعد هيدروليكية لتولد قوة معاكسة لقوة الرياح في المبنى لتزيده قوة تحمله حيث تتكون من 41 لوح صلب دائري بتكلفة 132 مليون دولار وبقطر 5.5 م .
الألواح الصلبة للكرة تم تجميعها في الموقع وهي مربوطة بأربع مجموعات من الكابلات وتحمل علي ثمانية مكابس هيدروليكية كل منها بطول 2م هذا بالاضافة الى ثمانية مكابس اخرى تتحكم في حركة الكرة ومسافة الازاحة عند حدوث الهزات الارضية وتعمل هذه الكرة علي تقليل الاهتزازات المؤثرة علي المبني بفعل الرياح بنسبة أكثر من الثلث ،ولكنها لا تعمل أي مقاومة لقوى الزلازل ومصدر القلق الرئيسي علي هذه الكرة أن تراقب بعناية علي ألا تتحول حركتها إلى حركة عنيفة مدمرة لأجزاء المبنى الخارجية. وأثناء حدوث هزة أرضية يتحكم نظام مراقبة الكرة في حركة المساعد الهيدروليكي من الحركة الحرة الى الحركة المنتظمة تبعا لاتجاهات قوة الزلزال.
واجهة تايبيه الزجاجية الخارجية مكونة من ألواح الزجاج المزدوج باللون الأزرق والأخضر التي توفر للمبنى حماية من الأشعة الفوق البنفسجية وانتقال الحرارة الى الداخل بنسبة 50% ، ويتبع ميول الواجهات الخارجية الهيكل الانشائي للمبني حيث ربط المبني بالاعمدة الضخمة كل ثمانية أدوار بالجمالونات الضخمة من الحديد التي شكلت الانحناء في الواجهات.
وتصميم الواجهات بهذا الشكل قادرة علي تحمل قوة ازاحة من الزلازل تصل الي 95 مم بدون أي أضرار تذكر ،وتم إختبار زوايا الواجهات في RWDI في غيلف، اونتاريو ، كندا والتي صمدت في محاكاة عاصفة تأتي كل 100 عام تقريبا بقوة 105 ميل في الساعة وبارتفاع 10 م تقريبا ،وقد ساعد الازدواج المطبق في الحواف المتدرجة للواجهة لتقاوم التذبذبات والقوى المتولدة من تقاطع الرياح حول المبني في الادوار العليا والتي أطلق عليها double stairstep .
وقد استعان المعماري بوردة الخيزران - bamboo flower - في الشكل الخارجي للمبني المدرج من جزع الوردة ولون الزجاج الأخضر الذي ساعد في تأصيل هذه المعاني ،بالاضافة الى الشكل الخارجي للمعبد البوذي باغودا.
المبني يقوم بإعادة تدوير 20- 30 % من إحتياجاته من المياة بفضل تصميم الواجهة والأسطح المتدرجة للبناء ،والتحسينات المستخدمة في المبنى التي تهيئه ليكون أعلى مبنى يراعي العمارة الخضراء في العالم.
إرسال تعليق